]
الخارطة التجارية ترسم معالم جديدة لعالم جديد
المقالات

الخارطة التجارية ترسم معالم جديدة لعالم جديد

كل اصدارات هذا المقال: [عربي] [English]



امريكا اولا
مع فوز دونالد ترامب بولاية جديدة، يتوقع أن تشهد السياسة العالمية تغيرات كبرى نتيجة لنهجه "أمريكا أولاً"، الذي يركز على تعزيز الاقتصاد الأمريكي وتقليل الالتزامات الدولية. هذا التحول قد يؤثر بشكل كبير على إفريقيا والعالم العربي، إلى جانب إعادة تشكيل موازين القوى التجارية والاقتصادية عالميًا.
1. السياسات الاقتصادية الحمائية وتأثيرها العالمي

استمرار فرض الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تصاعد الحروب التجارية، خاصة مع الصين وأوروبا وكندا و دول جنوب امريكا ، مما يجبر الدول على البحث عن بدائل اقتصادية جديدة ويزيد من نفوذ الأسواق الناشئة.
2. انعكاسات السياسة الأمريكية على إفريقيا والعالم العربي

أ. تراجع النفوذ الأمريكي في إفريقيا

تقليص المساعدات الأمريكية قد يدفع الدول الإفريقية نحو تعزيز شراكاتها مع الصين وروسيا، التي تستثمر بكثافة في البنية التحتية والطاقة و المشاريع الحيويةو الاستراتيجية.
قد يشجع ذلك على تطوير مبادرات إفريقية مستقلة مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) و يعزز الدول الإفريقية للبحث عن بدائل و التوجه للتصنيع و النهضة الاقتصادية.
ب. مستقبل العالم العربي في ظل التغيرات

اعتماد الولايات المتحدة المتزايد على إنتاجها المحلي من النفط قد يقلل اهتمامها بالشرق الأوسط، مما يفسح المجال أمام قوى أخرى مثل الصين وروسيا و غيرها لتعزيز نفوذها بالرغم من اهتمام العالم باكبر منتج للنفط المملكة العربية السعودية.

تراجع التدخل الأمريكي قد يؤدي حتما إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، مع تزايد دور القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران.
3. أهمية مضايق العبور الاستراتيجية
قناة بنما قد تتأثر نتيجة أي تصعيد تجاري بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والصين.
باب المندب وقناة السويس قد تصبحان أكثر أهمية مع زيادة الاعتماد على الطرق البحرية البديلة وسط التوترات التجارية.
مضيق هرمز قد يشهد اضطرابات تؤثر على إمدادات النفط العالمية، مما قد يعزز أهمية مصادر الطاقة الإفريقية.
4. نحو عالم متعدد الأقطاب؟

قد نشهد تحولًا في موازين القوى الاقتصادية مع صعود إفريقيا كمركز اقتصادي ناشئ وزيادة الاستثمارات العربية في الأسواق الجديدة وزيادة التنمية الاقتصاديةالإفريقيةوتعزيزالتجارة و الاستثمار و تقوية التكامل الاقتصادي.
استمرار السياسات الحمائية الأمريكية قد يعزز تحالفات اقتصادية جديدة بين إفريقيا والعالم العربي وآسيا.
سياسات ترامب قد تدفع العالم نحو إعادة رسم الخريطة الاقتصادية والتجارية، مما قد يؤدي إلى بروز قوى جديدة مثل الاقتصادات الناشئة و الصين وروسيا وإفريقيا كفاعلين رئيسيين في النظام الاقتصادي العالمي، في وقت تتراجع فيه الهيمنة الأمريكية على التجارة والاستثمار الدولي لان هذا الأسلوب حتما سيحفز الجميع على التحرك والبحث عن حلول استراتيجية و تقوية اقتصادات أخرى وبديلة ويكون العالم الجيديد اكتمل بمعالمه.

شارك الموضوع!

التعليقات